ملاعب الرباط الجديدة: ثورة رياضية تعزز مكانة المغرب عالميًا

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

 

تُعد العاصمة المغربية الرباط مركزًا رياضيًا متطورًا، حيث تشهد حاليًا ثورة في البنية التحتية الرياضية مع بناء وتحديث عدد من الملاعب الجديدة ذات المواصفات العالمية. تأتي هذه المشاريع في إطار استعداد المغرب لاستضافة كبرى الأحداث الرياضية، مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. تتميز ملاعب الرباط الجديدة بتصاميم عصرية، تقنيات متطورة، ومرافق متكاملة، مما يجعلها أيقونات رياضية تُعزز مكانة المغرب كوجهة عالمية للرياضة والسياحة. في هذا المقال، نستعرض أبرز ملاعب الرباط الجديدة، مواصفاتها، ودورها في دعم الرياضة والاقتصاد المحلي.

1. المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله

تاريخه وتحديثه

افتُتح المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله عام 1983، وكان معقلًا رئيسيًا لنادي الجيش الملكي والمنتخب المغربي. في أغسطس 2023، بدأت أعمال هدم الملعب القديم لإعادة بنائه بمواصفات عالمية، ومن المتوقع افتتاحه في مارس 2025 لاستضافة مباراة المنتخب المغربي أمام تنزانيا ضمن تصفيات كأس العالم 2026.


مواصفات الملعب الجديد

  • السعة الاستيعابية: يتسع لـ69,500 متفرج، مقارنة بـ52,000 مقعد في النسخة القديمة.

  • التصميم: يتكون من طابقين مع هندسة حديثة تضمن راحة الجماهير، ويتميز بمدرجات مغطاة بالكامل بزاوية 360 درجة بسقف مضاد للرياح.

  • التجهيزات:

    • كراسي مريحة بمساحات واسعة بين الصفوف.

    • شاشات إلكترونية عملاقة ونظام صوتي متطور.

    • شبكة واي فاي تغطي جميع المدرجات، مما يجعله من أذكى ملاعب العالم.

    • 800 كاميرا مراقبة و40 زاوية لكاميرات النقل التلفزيوني.

    • بوابات إلكترونية لتسهيل دخول الجماهير.


  • مرافق VIP وVVIP: طابق أوسط مخصص لصالات كبار الشخصيات، بما في ذلك أجنحة ملكية ومساحات لذوي الاحتياجات الخاصة.

  • الوصول: يقع على بعد 7 كم من وسط الرباط، ويتصل بمحطة نقل متعددة الوسائط (قيد الإنجاز) مع خطوط الترامواي الممتدة إلى تمارة، بالإضافة إلى جسور ومعابر للمشاة ومواقف سيارات تحت الأرض وفي أحياء مجاورة مثل حي الرياض ومدخل تمارة.

الشركات المشرفة

أشرف على التصميم مهندسون مغاربة وأجانب، بينما تتولى شركات صينية متخصصة (منها شركات ساهمت في مونديال قطر) وشركات مغربية أعمال البناء. استقدمت فرق صينية معدات ضخمة لتسريع تسقيف الملعب.

التكلفة

بلغت التكلفة الإجمالية حوالي 529 مليار سنتيم، مع تخصيص 23 مليار سنتيم في 2023 لتأهيل المركب.

أهميته

سيكون هذا الملعب من أبرز الملاعب المستضيفة لكأس إفريقيا 2025، بما في ذلك مباريات الافتتاح والنهائي، وسيستضيف مباريات كأس العالم 2030. يُعد رمزًا للحداثة الرياضية في المغرب، مع إمكانية دخوله موسوعة غينيس بسبب سرعة إنجازه خلال أقل من عامين.

2. ملعب الفتح الرباطي او ملعب مولاي الحسن

نظرة عامة

يُعد ملعب مولاي الحسن مشروعًا جديدًا يتم إنشاؤه من الصفر بعد تفكيك الملعب القديم، ويُخصص لكرة القدم والفعاليات الرياضية الأخرى. بدأت أعمال التفكيك في سبتمبر 2024، ويُتوقع أن يكون جاهزًا لاستضافة فعاليات كأس إفريقيا 2025.


مواصفات الملعب

  • السعة الاستيعابية: 22,000 متفرج.

  • التصميم: ملعب مغطى بالكامل على مساحة 2.7 هكتار، مع تصميم عصري يركز على راحة الجماهير.

  • التجهيزات: تشمل مقاعد مريحة، شاشات إلكترونية، ومرافق حديثة للاعبين والزوار.

  • التكلفة: خُصص حوالي 800 مليون درهم للمشروع.

أهميته

يُعزز هذا الملعب من تنوع المنشآت الرياضية في الرباط، ويُسهم في استضافة مباريات كأس إفريقيا 2025، خاصة المباريات التمهيدية. كما يدعم الأندية المحلية مثل اتحاد الفتح الرياضي.

3. الملعب الأولمبي الجديد

نظرة عامة

يُشيد الملعب الأولمبي الجديد لاستضافة الرياضات الأولمبية، خاصة ألعاب القوى، مع إمكانية استضافة مباريات كرة القدم والتظاهرات الأخرى. يُعد جزءًا من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، ويُتوقع اكتماله خلال 12 شهرًا من بدء الأشغال.


مواصفات الملعب

  • السعة الاستيعابية: حوالي 20,000 مقعد.

  • التصميم: يتميز بحلبة مطاطية لألعاب القوى، مع تصميم مفتوح يتضمن مرافق متعددة الاستخدامات.

  • المرافق: يشمل مسبحًا أولمبيًا، قاعة مغطاة، وملعبًا إضافيًا لكرة القدم، مما يجعله فضاءً رياضيًا متكاملًا.

  • الإشراف: صُمم من قبل مكتب هندسة مغربي مقره الرباط.

أهميته

سيستضيف الملعب منافسات الدوري الماسي في الرباط، بالإضافة إلى تظاهرات رياضية دولية. يُسهم في تعزيز مكانة الرباط كمركز للرياضات الأولمبية في إفريقيا.

4. ملعب البريد

نظرة عامة

يُعد ملعب البريد مشروعًا جديدًا يهدف إلى دعم الرياضة المحلية والفعاليات الصغيرة. أُطلقت مباراة للتصور الهندسي في نوفمبر 2023، ويُتوقع أن يكون جاهزًا قبل كأس إفريقيا 2025.

مواصفات الملعب

  • السعة الاستيعابية: 18,000 مقعد.

  • التصميم: ملعب مغطى بالكامل على مساحة 2.2 هكتار، مع تركيز على الاستدامة والحداثة.

  • التجهيزات: تشمل مرافق للجماهير واللاعبين، مع أنظمة إضاءة وصوت متطورة.

أهميته

يُخصص هذا الملعب للأندية المحلية والتظاهرات الرياضية الصغيرة، مما يخفف الضغط على الملاعب الكبرى ويعزز البنية التحتية الرياضية في الرباط.


الدور الاقتصادي والسياحي

تُسهم ملاعب الرباط الجديدة في تعزيز الاقتصاد المحلي والسياحة من خلال:

  • خلق فرص العمل: توفر مشاريع البناء وظائف للمهندسين، العمال، وأشخاص صيانة الملاعب.

  • جذب السياحة الرياضية: ستجذب التظاهرات الكبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم آلاف الزوار، مما ينعش الفنادق، المطاعم، والأسواق المحلية.

  • تعزيز البنية التحتية: تحسينات النقل، مثل خطوط الترامواي ومواقف السيارات، ستُسهل التنقل للسكان والزوار.

  • الإرث الرياضي: ستبقى هذه الملاعب كإرث للأندية المحلية والرياضيين الناشئين بعد انتهاء الأحداث الكبرى.

التحديات

على الرغم من التقدم السريع، تواجه ملاعب الرباط تحديات، منها:

  • ضيق الوقت: مع اقتراب كأس إفريقيا 2025، هناك ضغط لإكمال الأشغال في الوقت المحدد. بعض المصادر تشير إلى أن ملعب مولاي عبد الله قد لا يكون جاهزًا في مارس 2025، وربما يتأخر إلى مايو أو يونيو.

  • التمويل: تتطلب المشاريع استثمارات ضخمة، مما دفع الحكومة إلى الاعتماد على تمويلات مبتكرة وقروض خارجية.

  • الجودة: أثيرت مخاوف بشأن جودة الأعمال، حيث دعا البعض إلى مراقبة صارمة لضمان الالتزام بمعايير الفيفا.

جهود الحكومة والجامعة

تُشرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، على هذه المشاريع بالتعاون مع الحكومة والشركات الوطنية والدولية. كما تُنسق الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (SONARGES) مع شركات مثل TGCC وصوجي كابيتال لضمان التمويل والإنجاز. تُظهر هذه الجهود التزام المغرب بتقديم بنية تحتية رياضية تليق بطموحاته العالمية.

نصائح للزوار

  • التخطيط المسبق: احجز تذكرتك مبكرًا للتظاهرات الكبرى مثل كأس إفريقيا، حيث يُتوقع إقبالًا كبيرًا.

  • الوصول: استخدم الترامواي أو الحافلات السريعة للوصول إلى الملاعب بسهولة، خاصة مع افتتاح محطات جديدة قريبًا.

  • التصوير: استمتع بالتقاط الصور للتصاميم المعمارية الحديثة، لكن احترم قواعد الملاعب أثناء المباريات.

  • استكشاف الرباط: قم بزيارة معالم قريبة مثل برج محمد السادس، ضريح محمد الخامس، أو حدائق الرباط الخضراء لتعزيز تجربتك السياحية.


تُمثل ملاعب الرباط الجديدة قفزة نوعية في البنية التحتية الرياضية المغربية، حيث تجمع بين الحداثة، الاستدامة، والراحة. من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، الذي يُعد أيقونة كروية عالمية، إلى الملعب الأولمبي وملعب مولاي الحسن، تُظهر هذه المشاريع طموح المغرب ليكون مركزًا رياضيًا عالميًا. مع اقتراب كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تتجه الأنظار إلى الرباط كوجهة تجمع بين الرياضة، الثقافة، والسياحة. سواء كنت مشجعًا رياضيًا أو سائحًا، فإن زيارة هذه الملاعب ستكون تجربة لا تُنسى تعكس روح التقدم والإبداع في المغرب.

اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين

إرسال تعليق

أحدث أقدم